كلمة رئيس الجامعة حول وحدة شؤون المرأة
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة هي أساس تكوين المجتمع وتطوره، وأهم ركائز الأسرة وبنائها، فالمرأة هي نصف المجتمع بل المجتمع كله؛ فهي الطبيبة، والمعلمة، والمربية، ومصنع الرجال، وهي الأخت الحانية، والابنة المطيعة، والزوجة التي تسطر قصص العظام من الرجال، وقد كرّم الإسلام المرأة وأوصى بها، فقال نبينا الكريم: (استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ).
أمّا اليوم فقد تمكّنت المرأة من تولّي العديد من الأدوار المهمة في كافة مجالات الحياة لذا فإن تمكينها علمياً ومعرفياً وأكاديمياً يعني وضعها على الطريق المناسب لبناء المجتمع، لأن التمكين العلمي والمعرفي هو فتح المجالات أمامها للإبداع والعطاء، والتعرف على حقوقها وواجباتها أمام المجتمع، وبالتالي فإن تمكينها في جميع جوانب الحياة يعد أمراً ضرورياً ومهماً في الوقت ذاته، لأن ذلك يساهم في تحسين مستوى حياة المرأة ومجتمعها، من خلال فتح كافة المجالات العلمية والعملية أمامها دون وضع قيود ضارة، لتطلق العنان والتحليق في سماء الإبداع.
فالمرأة العراقية الصابرة والمضحية في كل مرافق الحياة، التي ضربت مثلاً أسطورياً في الصبر والمثابرة بإخلاص وتحمّل معاناة لم تمر بها أية امرأة في العالم إن كانت أماً أو زوجة أو أختاً أو بنتاً.
المرأة ... أم الإنسانية جمعاء، بدونها لا يكتمل المجتمع، حققت الإنجازات وتخطت العقبات لتحمل رسالة مجد وفخر للعالم بما تحقق إلى أن أصبح يُشهد لها في كل المجالات حين رسمت صورة خالدة مشرقة الألوان تجمع بين خيوطها الإرادة والعزيمة لتتبوأ مكانتها في المجتمع بما يليق بها بعد أن دخلت معترك الحياة جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل في التقدم والازدهار، فأشرقت بنورها الحضارات الإنسانية وسجلت مثالاً حياً ورافداً لا ينضب من التوازن لديمومة الحياة التي يصبو إليها الإنسان على مر العصور.
فهي المربية التي تزرع في أبنائها القيم الأخلاقية الطيبة، وهي الداعمة بما توفّره للصغار والكبار من نصح، ورفع للهمم، ومؤازرة في حل مشاكلهم، وهي مَن تدعم الزوج وتقدّم له المشورة، وتساعده في اتخاذ القرار، وهي المعلمة لطلّابها تعلمهم وتأسسهم في المجالات الحياتية والعلمية المختلفة، وهي الطبيبة والممرضة التي تسهر على راحة الناس ومعالجتهم، كما تمكنت المرأة من المشاركة في ميدان التنمية الاقتصادية، بما شغلته من مناصب قيادية وإدارية فاعلة، وصولاً إلى المناصب السياسية التي جعلت منها خير مساندِ للرجل في صنع القرار واتخاذه.
وأسهمت المرأة في بناء المجتمع وتطويره بشكل فعّال على مدار التاريخ وما زالت، مما يعني ضرورة احترامها وتكريمها حق التكريم، وضمان حقوقها في المجتمع بما يُحقق استقرارها المادي والنفسي ويحميها، ويحقق لها مطالبها ويرعاها، فالحضارات لا تُبنى ولا تزدهر إلا بأيدي النساء.
ومن هنا أقلد وساماً لكل امرأة مكافحة أثبتت حضورها الفاعل في حقول الحياة كافة، ووقفت صفاً صامداً مع الرجل عند الشدائد. تلك المرأة التي أضناها الحزن والألم والتعب والعناء، ثم ما لبثت أن تكفكف دموعها وتنزع عنها اليأس والضعف وتقف على قدميها لتستعيد رباطة جأشها لتكمل ما بدأته نحو أمل جديد... تلك هي المرأة العراقية.
فلكن ألف تحية وتحية... وندعو الله العليّ القدير أن ينعم عليكن بالصحة والسعادة وتحقيق الأمنيات.
الأستاذ الدكتور أمين عجيل الياسري
رئيس جامعة بابل